iManouna

من هو شفيع العيون؟

ولد في بلاد فارس، من والدين وثنيّين وغنيّين.
منذ فتح عينيه على هذه الدنيا، كان ذا فطنةٍ وحنكةٍ لا مثيل لهما، فأدرك انّ ما الوثنيّة سوى خرافة وهرطقة، فتركها وسمع لإرشاد احد اصدقائه المسيحيين الذي دعاه الى الإيمان بالمسيح، فنال سرّ المعموديّة مع والداه، وانكبّ على قراءة الكتاب المقدّس، وتمثّلت حياته بالفضائل والصلاة والتأمّل.

بعد وفاة والديه، صار كاهناً ووزع كلّ ممتلكاته على الفقراء، وانصرف يبشّر بالإنجيل ويردّ الكثيرين من الوثنيين الى الإيمان بالمسيح، وذلك من خلال العجائب التي اجراها الله على يده.

بكلامه الصالح وكلامه الذي انحفر في قلوب الكثيرين، فكان اسمه يطابق شخصيّته وتصرّفاته.
“نوهرا” بالسّريانيّة اي النور، وقد انتشرت عبادته في العالم كلّه. امّا في لبنان فنجد 24 كنيسة على اسمه، ويطلق عليه لقب “شفيع البصر”.

جاب نوهرا السواحل الفينيقيّة اي صيدا وصور وجبيل والبترون وطرابلس، داعياً الوثنيين الى التوبة والإيمان بالمسيح، بعد ان كان الملك مكسيمانوس يشنّ حملةً ضروساً ضدّ المسيحيين.

ولمّا عرف الملك بذلك، قبض على نوهرا وادخله هيكلاً، فجعله يجثو ارضاً على ركبتيه طالباً منه ان يسجد للأصنام، فرسم نوهرا للحال إشارة الصّليب. وسمع صوتاً يقول: “لقد اخزيتني يا نوهرا”، فأجاب هذا الأخير: فلتكن مخزيّاً الى الأبد.

عند سماعه هذا الكلام، استشاط الملك غضباً، وامر الجنود بأن يسوقووا نوهرا الى السجن مكبّلاً بالقيود، ومرّ امام بعض تلاميذه وهم تقريباً اربعون، كانوا قد جحدوا بالإيمان خوفاً من العذاب، فراح يشجّعهم نوهرا حتّى اعترفوا انّهم مسيحيين. فما كان من الجنود الا ان اسروا بعضهم وقتلوا البعض الآخر.

امّا نوهرا فأدخلوه السّجن، فتخلّعت رجلاه وتكسّرت اضلاعه وهو صابرٌ، فدخل عليه الملك ليتراجع عن ايمانه فقل: “انا مسيحي”.
ذهل الملك لشجاعته، فراح يطرح عليه الأسئلة، ولا يجد جواباً سوى “انا مسيحي”، فغضب، وأمر بقطع رأسه، فاستشهد في مدينة البترون.

Related posts

قريباً قديس جديد من لبنان

imanouna imanouna

“لا تخف..انا شربل ..انا سأساعدك” …اعجوبة للقديس شربل تخطت لبنان مع مخرج سينمائي ومؤلف موسيقي عالمي!

imanouna imanouna

تراءى مار شربل في الحلم…اعجوبة مذهلة سجلت بعيد الام في عنايا!

imanouna imanouna