iManouna

شفيعنا القديم الجديد

الاب ايلي خويري – خاص ايماننا imanouna.com

باختياره إسم “شربل الشهيد” يوم إبرازه نذور الرهبان، أراد “يوسف مخلوف” الإنضمام إلى تقليد حيّ في الكنيسة، تتناقله الأجيال بأمانة من خلف إلى سلف منذ أن ترك المخلّصُ وديعةَ الخلاص بين أيدي الرسل وائتمنَهم عليها. أراد باسمه الجديد، أن يُكمِلَ مسيرة آباء أبطال في الإيمان، محترفين في الأمانة، أسخياء في بذل الذات حتّى الصليب تشبّهًا بالمعلّم.

أحبّ يوسفُ، “شربلُ الجديد”، أباه “شربلَ الكبير”، وأحبَّ اسمَه الذي تفسيره “حكاية الله”، فاعتنقه، لا ليكون حكاية جديدة، فحكاية الله واحدة منذ أن قال للنور “كُن!” فكان، هي حكاية الحبّ الذي مقياسه أن يكون بلا مقياس، وحكاية أبطال الحبّ، أبطال الله الذين حسبُهم أن يصيروا مثل مَن بذل نفسَه في سبيل أحبّائه.

شربل الشهيد – مَن أكرمَ كنيستنا بخلفٍ له مجيد – هو أيضًا منارة نستضيء بإشعاعاتها. يأتي عيده اليوم، في الخامس من أيلول، ليذكّر كنيستنا بأساسات صلبة عليها بُنِيَت وبدونها لا تستمرّ.

فضيلة شربل الشهيد الأولى إنّما هي الصلابة. عاش شربل في عالم وثنيّ منجرف نحو عبادة ما تصنعه أيدي الإنسان. وفي ذلك متعة، لا بل حاجة: لا يبحث الإنسان إلاّ عمّا يشبهه. فمِنَ الأسهل عليه أن يبتني له آلهة ترضي تطلّعاته وتجيب على انتظاراته ويعبدها. قال شربل: لا! أنا أفضّل أن أعتنق الحقيقة المتطلّبة بكلّ مسؤوليّة وصلابة، على أن أتنعّم بالزيف الرَّفِه الذي ما هو إلاّ انتحار.

اليوم، لم يعد خطر تقديم العبادة الطقسيّة للأصنام يهدّد عالمنا: فإنسان اليوم – والحمد لله – لا يجذبه مثلاً تقديم البخور لبعل أو لزوس… ولكنّ خطر عبادة الأصنام لا زال قائمًا، إنّما أصنامنا اليوم نصنعها بقوالب جديدة. الصنم هو كلّ كذبة أختَلِقُها لتريحني، ولتبعدني عن مواجهة مرارة الواقع والحقيقة. يعلّمنا شربل الشهيد في عيده أنّ الواقع قد يكون أليمًا وصعبًا ولكنّ الإيمان أقوى، والكلمة الأخيرة في هذا التاريخ إنّما هي لسيّد التاريخ. وما الوثنيّة إلاّ أن أبتني صُوَرًا باهرة تتّكل على هشاشة هذا العالم، هي في مخيّلتي حلول، ولكنّها في الواقع وهم وسراب.

الاب ايلي خويري – خاص ايماننا imanouna.com

Related posts

اعجوبة جديدة تسجل في عنايا…تفاصيل شفاء الطفلة تيريزا بشفاعة مار شربل

imanouna imanouna

جثمان الطوباوي الأخ اسطفان ما زال سالماً…ظاهرة أدهشت الأطباء!

imanouna imanouna

لولا تدخل مار شربل كان الطفل سامي فهد في عداد الاموات !!!

imanouna imanouna