iManouna

أنطوني تقلا… شهيد انطفأت شمعته على يد إرهابيين

ودّع عائلته صباحاً، وضع دمه على كفه وتوجّه الى خدمته، من دون أن يتوقع أنّه الرحيل النهائي، ولن يعود ليكمل حياته وسط أحبابه… هو الشهيد انطوني تقلا، ابن بلدة عندقت، الذي ارتقى في الأمس مع ثلاثة من زملائه شهيداً في عملية الدهم التي قاموا بها لتوقيف ارهابيين متورطين بجريمةكفتون.
خبر كالسيف
قبل وقت قليل من النهاية المأسوية، تبادل انطوني (22 سنة) وشقيقته المزاح عبر الهاتف، وبحسب ما قالته لـ”النهار” والدموع تخنق صوتها: “لم يطلعني أنّه متوجه لأداء مهمة، كان يضحك من قلبه، انتظرنا عودته الى المنزل، واذ بخبر مفارقته الحياة يصلنا كالسيف الذي مزق القلب”. وأضافت: “اي كلمات يمكنها التعبير عن حبيب والدته، الحنون الطيب والهادئ، كان يحب كل الناس، وكل من عرفه احبه لاخلاقه الحميدة وشهامته”.

الوداع الأخير
كتب على انطوني أن يمر 22 سنة على الأرض، قبل ان يكتب السطر الأخير من حياته ارهابيين اطلقوا قنبلة عليه وعلى زملائه، ليرتقوا شهداء على مذبح الوطن. وبحسب ما قاله مختار البلدة ابرهيم القاضي لـ”النهار”، فإنّ “عندقت حزينة على فقدان ابنها البطل. غدا سنودعه الى مثواه الأخير، حيث ستقام الصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار مارون”، مضيفاً: “انا عسكري متقاعد ولو كان بامكاني أن اقف الى جانب الجيش للقضاء على الارهابيين لما تأخرت”.

عاش ومات بطلاً
قبل أربع سنوات تطوّع أنطوني في الجيش، وهو حائز على تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة، وفي الامس حائز على لقب الشهيد بعدما دفع حياته من أجل نشر الأمن بين اللبنانيين. ولفت المختار الى أنّ “حزننا كبير على فقدان خيرة الناس، الشاب الشجاع الذي عاش بطلا وفارق الحياة بطلاً، ماذا عسانا أن نقول سوى أن يصبر الله قلب والديه وعائلته وكل معارفه ويصبرنا على خسارتنا الكبيرة”.
غدا سيوارى انطوني في الثرى، سيزفه والداه واهالي بلدته شهيداً، قبل أن يتسنى لهم ان يزفوه على عروس ويفرحوا به، كأنه قدر اللبنانيين ان يخسروا اولادهم إما بانفجار أو سلاح متفلت بيد زعران، مجرمين وارهابيين.

النهار

Related posts

نبأ حزين من مدير مستشفى الحريري: فقدنا زميلاً

imanouna imanouna

في ظل الاوضاع الأليمة والصعبة… اعجوبة لمار شربل تبعث الأمل !

imanouna imanouna

الراعي في عظة الأحد: لا أحدَ بريءٌ من دم لبنان النازف… المسؤوليّةُ جَماعيّةٌ والحِسابُ جَماعيّ

imanouna imanouna