iManouna

هل اختبرت دعوة الرَّبّ؟

حطّت الكنيسة المارونيّة رحالها في زمن العنصرة على الأحد الخامس من زمن العنصرة متناولة إنجيل القدّيس متّى الرّسول “الإثنا عشر ووصايا يسوع لهم” (10: 1- 7). إنجيل يتحدّث عن دعوة الرّسل الإثني عشر الذين أعطاهم يسوع سلطانًا، أوصاهم وأرسلهم في العالم. وللوقوف على حيثيّات هذه الدّعوة والتّوصيات والإرسال، كان لموقعنا حديث ليتورجيّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم.
إستهلّ الخوري كرم حديثه بإيجاز عن زمن العنصرة، فقال: “هو زمن استقبال الرّوح الَّذي يجعل المسيح معنا كلّ الأيّام إلى نهاية العالم. الرّوح السّاكن فينا يُعلِّمُنا ويَجْعَلُنا نحفظ كلام الرَّبّ وبالتّالي، يجعَلُنا نتمتَّع بعلاقة حبّ للرَّبّ يسوع الَّذي أحبَّنا وأظهر ذاته لنا. لذلك، إنَّ روح الرَّبّ في عنصرة دائمة، يُدخِلُنا في الأفراح السَّماويَّة، ونتمتَّع بالكلمة الَّتي تمنَحُنا السُّلطان من أجل بسط وبناء الملكوت.”

إنتقل بعدها كاهن رعيّة بشلّلي إلى الإنجيل شارحًا: “في هذا النَّصّ من إنجيل متّى نتأمَّل في دعوة يسوع لتلاميذه الإثني عشر وقد جهَّزهم بأسلحة روحيَّة من أجل إعلان الكلمة بقوَّة وبسُلطان، ودعمَ هذه الكلمة بالآيات والمُعجزات: الشِّفاء وطرد الأرواح. منح الإثني عشر سُلطانهُ الخاصّ كَمُقسِّم وشافي. وفي هذا النّصّ أيضًا يذكُر متّى أسماء الرُّسُل، ويضع سِمعان بطرس على رأس اللّائحة ويهوذا الإسخريوطيّ في ختامها مع لقب خائن.”

وأردف: “الرَّسول يُواصِل عمل الرَّبّ: هو امتداد لهُ لأنَّ المدعوّ مدعوم بِقوَّة من السَّماء.”

وأكمل: “الملفت في هذا النَّصّ هو بُعدَيْن: دعوة ورسالة. الرَّبّ في دعوَتِهِ يمنح المواهب الرّوحيَّة لكي ينطلِق الرَّسول ويُحقِّق العجب، وإن افتخرَ فَلْيَفْتَخِر بروح الرَّبّ. إنَّ هذه المُهمَّة مُلقاة على عاتق كلّ مُؤمن مسيحيّ في كلّ رتبة إفخارستيّا بِدَعْوَة كريمة من الرَّبّ يسوع، فيحيا خِبرة كيانيَّة، ويتغذّى من خواص الكلمة، ويَبْتلِع الكلمة،ّ ويختبِر اللَّمسة المُباركة بالمائدة الإفخارستيّا لكي يؤهَّل في آخر الذَّبيحة إلى صرخة الرَّبّ إذهبوا بسلام – أيّ بالحَريّ إذهبوا إلى الخراف الضّالَّة ونادوا دائمًا قائلين لقد اقترب ملكوت السَّماوات. إنَّ هذه المُهمَّة تتواصَل مدى العُمر وطوال الحياة لكي ندخُل في شركة مع الرَّبّ يسوع، وهو رَسول بامتياز حسب قول بولس الرَّسول: أنتم سُفراء المسيح وروح القدس السّاكن فيكُم جاعلًا المسيح يتماهى في مسيرة حياتكم لكي يُحقِّق رغبة الرَّبّ: بناء ملكوت السّماوات.”

وإختتم الخوري كرم حديثه اللّيتورجيّ بعبرة للعيش متسائلًا: “هل لَبَّيت دعوة الرَّبّ من خلال إعلان الكلمة من خُدّام الكنيسة؟ هل اختبرت دعوة الرَّب في اللِّقاء الإفخارستيّ، وهو إله حيّ على ظواهر الخبز والخمر يُرسل لك النِّداء؟ هل كنت مُجهَّزًا بِأسلحة روحيَّة من أجل البِناء؟ هل أنت صوت صارخ في البَرِّيَّة: توبوا لقد اقترب ملكوت السَّماوات؟”

غلوريا بو خليل – نورسات

Related posts

ما هي الأماكن المقدّسة التي يجب على كلّ مسيحيّ زيارتها؟

imanouna imanouna

حزن في ايطاليا: مقتل “القديس الوشيك” علي يد مهاجر … كان يقدم له الطعام !!

imanouna imanouna

من أجل إنقاذ طفليه من الجوع والموت المحتّم… والدٌ يعرض أعضاءه للبيع!

imanouna imanouna