iManouna

من هو يسوع؟ الله أم ابن الله؟ إليكم التفسير الكامل

إيماننا – الاب دانيال زغيب

غالبًا ما يختلف المؤمنون وغير المؤمنين حول شخص يسوع، ابن مريم وابن الله. أهو إلهٌ أم إنسان؟ فالبعض يقول إنَّه الله قد تجسَّد، وصار إنسانًا. والبعض الآخر يقول: لا هو ابن الله، وبالتَّالي “أدنى مستوًى” من الله! ويصير يسوع الَّذي قال: “أنا والآب واحد” (يو 10: 30)، مصدر خلافٍ وجدالٍ وشقاق، بينما هو ينبوع كلّ وحدةٍ وسلامٍ وتفاهم.

عندما سأل يسوع تلاميذَه: “أنتم مَنْ تقولون إنِّي أنا؟”. أجاب بطرس: “أنتَ هو المسيحُ ابنُ الله الحيّ” (مت 16: 16). وعقَّب يسوع على هذه الإجابة، وقال لبطرس: “لا لحم ولا دم أظهَرَ لك ذلك، بل أبي الَّذي في السَّماوات” (مت 16: 17). وفي مكانٍ آخر من الإنجيل، يوضح يسوع-الابن العلاقة الَّتي تربطه بالله-أبيه، فيقول: “لقد سلَّمَني أبي كلَّ شيء (…) ما مِنْ أحدٍ يعرف الآبَ إلَّا الابن” (مت 11: 27). فهو، إذًا، الابنُ الَّذي يعرف الآبَ، أباه. وعندما أراد بولس أنْ يشرح تَدَخُّل الله في حياته، أورد الآتي: “لـمَّا ارتضى ذلك الَّذي فرزني [أي الله] مُذ كنتُ في بطن أُمِّي، ودعاني بنعمتِهِ، أنْ يُعلِنَ ابنَه فيَّ، لكي أُبشِّرَ به بين الأمم …” (غل 1: 15-16). “وفي الحال أخذ يكرز في المجامع بأنَّ يسوعَ هو ابنُ الله” (أع 9: 20).

أمَّا يسوع، في حديثه مع نيقوديمُس، فيُعلن أنَّ “اللهَ أحبَّ العالم، حتَّى أنَّه جاد بابنه الوحيد” (يو 3: 16). وتابع قائلًا: إنَّ الله “أرسلَ ابنَه إلى العالم (…) ليخلِّصَ به العالم” (يو 3: 17). والإيمان يكون “باسم ابن الله الوحيد” (يو 3: 18)، أي يسوع. ومن بعد قيامة يسوع من بين الأموات، قال لمريم: “لم أصعَدْ بَعْدُ إلى الآب (…)، إنِّي صاعِدٌ إلى أبي وأبيكم” (يو 20: 17). وفي بداية إنجيل يوحنَّا (يو 1: 1)، يُسمَّى يسوع “الكلمة”، فهو يتميَّز عن شخص الله الآب. ونجد الآية الآتية: “الكلمة الله”، حرفيًّا “الكلمة إله”، لأنَّ يسوع من جوهر الله ومن ذات الله، لكنَّه شخصٌ آخر مميَّزٌ عن شخصِ الله الآب. وفي رسالة يوحنَّا الأولى، نجد: “اللهُ أرسلَ ابنَهُ الوحيدَ إلى العالم، لنَحيا به (…). فمن يعترف بأنَّ يسوعَ هو ابنُ الله يُقيمُ الله فيه، وهو في الله” (1يو 4: 9، 15). وهذا يُدخلِنا في سرِّ الثَّالوث القُدُّوس. فالله الآب هو شخصٌ متميِّزٌ عن شخص يسوع الابن. فالَّذي صار إنسانًا هو الابن، ابن الله، لا الله الآب.
وإذا راجعْنا قانون الإيمان، الَّذي نتلوه في القدَّاس، نقول: نؤمنُ “بربٍّ واحدٍ يسوع المسيح، ابنِ الله الوحيد”. وهذا الابن الوحيد هو “إلهٌ مِنْ إله (…). ومساوٍ للآب في الجوهر”، أي هو من جوهر الآب نفسه. وهذا يعني أنَّ يسوع ابن الله، يمتلك صفات أبيه الإلهيَّة، ما عدا الأبوَّة. لذا، نقول أيضًا إنَّ يسوع هو “إلهٌ حقٌّ من إلهٍ حقّ”. والكنيسةُ تعلِّمُ أنَّ يسوع هو إلهٌ حقًّا وإنسانٌ حقًّا. وهو ابنُ الله الَّذي صار إنسانًا، من دون أنْ يتوقَّف عن أنْ يكون إلَـهًا وربًّا. ويبقى شخص يسوع المسيح، الإله والإنسان، سرًّا يفوق إدراك عقولنا. ولا يمكننا أنْ نفهمه سوى في اتِّحادِنا به، وفي علاقةٍ شخصيَّةٍ تَفسَح له مجالًا ليكشف لنا سرَّه، أكثر فأكثر.

خاص موقع إيماننا بقلم الدكتور الاب دانيال زغيب – كاهن رعية سيدة الوردية حراجل

Related posts

ركعت ونظرت الى السماء … اعجوبة جديدة للقديس شربل مع الصبية زوي

imanouna imanouna

“كورونا” يُغيِّب مُمثلاً لبنانياً كبيراً

imanouna imanouna

إنجيل اليوم: “هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!”

imanouna imanouna