iManouna

المرافقة الرّوحيّة بقلم الخوري جان بول شربل

الخوري جان بول شربل – ايماننا

منذ البدء خُلقنا لنُوجد في المسيح يسوع؛ كلٌّ على قدْر طاقته ووفق ما أراده له الله. هذه هي دعوتُنا التي لا نكفُّ عن الدخول إليها، كلّ يوم أكثر. وفي مسيرتنا الروحية هذه، يرسل الله روحه القدوس ليقودنا صوب الله، ليجعلنا نعي كلّ يومٍ مشيئة الله ويعطينا أنْ نتمّمها. ومن عمل الروح القدس أنْ يفرزَ لكلٍّ منّا مُرافِقًا روحيًّا، يكون علامة عناية الله بنا القادرة على مساعدتنا لتمييز صوت الله وعمله وتدبيره في حياتنا.

هذا المرافق الروحيّ من شأنه أنْ يرفُق بنا، فيرافقنا على دروب النموّ الروحيّ. إنّه وجه الرحمة، لأنّ بداية تجليّات التمييز الروحيّ وأعمقها، هما الدخول في أعماق ذواتنا حيث نختبر وسع رحمة الله في عمق خطيئتنا. ومن هناك، أي من عمق اختبار رحمة الله، يأخذ المرافِق بيدنا ليقودنا -يومًا بعد يوم- إلى الإنفتاح على النعمة والبرّ بالمسيح يسوع. لذلك، فعمله أنْ يلِدَنا للمسيح، وأنْ يصوّر فينا الإنسان الجديد المكتمل بملء قامة المسيح. وذلك يتطلّب منّا أنْ نصير تلاميذ حقيقيِّين ليسوع؛ ودور المرافق لن يغيب عن هذه التلمذة، لأنَّه هنا، بجانبنا ليساعدنا على تقويم كلّ انحرافٍ يمنعنا من الدخول إلى التَّلْمَذة الحقيقيّة ليسوع القائل: “حيث أكون أنا، فهناك يكون أيضًا خادمي”. إنَّه ليساعدنا على أنْ نكون حيث يكون المعلّم الأوحد، على أن نكون في ما هو للمسيح أوَّلًا وآخرًا.

إنَّ دور المرافق الرُّوحيّ هو في صميم تدبير الخلاص. وهو دورٌ جليٌّ في الكتاب المقدّس المليء بأناسٍ كانوا مختارين لهذه الرسالة. وفيه الكثير من التجرُّد والتواضع، وهو يتطلّب حتمًا الموهبة الإلهيَّة والاختبار الروحيّ والإصغاء الدائم للروح القدس، الذي يبقى أبدًا المرافق الوحيد والمرشد الحقيقيّ، للكنيسة ولأبنائها.

الخوري جان بول شربل – ايماننا

Related posts

التَّضامن المجتمعيّ

imanouna imanouna

“لافتات الله”

imanouna imanouna

مناجاة الى مريم : السَّلامُ عليكِ …

imanouna imanouna